قارن الكاتب الإسرائيلي في موقع “أن آر جي” أريئيل كهانا بين الزيارتين اللتين قاما بهما الرئيسان الأميركيان الحالي دونالد ترمب وسلفه باراك أوباما إلى إسرائيل.

وقال إنهما وصلا لمنطقة الشرق الأوسط ذاتها، وألقيا خطابات موجهة للعالم الإسلامي، لكن الفرق بينهما مثل الأرض والسماء، لا سيما في ضوء العناق الدافئ الذي أبداه ترمب تجاه إسرائيل، مما بدد الهوة الواسعة في علاقاتها مع سلفه أوباما.

وأضاف “ظهر أننا أمام توأم سيامي، هما بنيامين نتنياهو ودونالد ترمب، ولا يكاد المشاهد الإسرائيلي العادي يجد الفروق بينهما، ورغم أن الاثنين بينهما صداقة شخصية متينة، لكن مواقفهما السياسية تقترب كثيرا من بعضها، وليس كما كانت الحال عليه إبان أوباما”.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أنه لو حاول ترمب إيذاء إسرائيل، فإن المجموعة المحيطة به من المستشارين لن تمكنه من ذلك، واصفا إياها بالمجموعة المسيحية اليهودية المحافظة اليمينية.

وتابع “في حين أبدى أوباما في خطابه بجامعة القاهرة عام 2009 تعاطفا مع الإسلام، واتهم الغرب بالإساءة إليه، وانتقد القوى الاستعمارية لأنها انتزعت حقوق المسلمين، فإن ترمب لم يكرر الاتهام ذاته، بل إنه امتلك الجرأة لأن يخاطب عشرات الزعماء المسلمين في الرياض باتهام التطرف الإسلامي”.

أما بالنسبة لإسرائيل -حسب كاهناـ فإن خطابات ترمب تشير إلى بصمات مستشاري نتنياهو، وكأنهم من كتبوا هذه الخطابات، وحين طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف تمويل الأنشطة المعادية لإسرائيل بدا واضحا حجم تأثير مطالبة نتنياهو له بهذا الخصوص، وكأنه أراد إظهار عباس بموقف أحد داعمي الإرهاب على مستوى العالم.

كما أشار إلى امتناع ترمب عن الإشارة إلى أن الحرم القدسي مكان مقدس للمسلمين، ولم يسارع إلى إدانة الاستيطان الإسرائيلي، كما لجأ في أحاديثه خلال زيارته للمنطقة إلى صيغة الحل الإقليمي، وهو الطريق الذي يفضله نتنياهو، لأنه لا يرى فرصا لنجاح اتفاق ثنائي مع السلطة الفلسطينية، بجانب ما أبداه ترمب من التزام مطلق نحو إسرائيل والشعب اليهودي.