قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن المساعدات الإنسانية الأخيرة التي قدمتها روسيا في سوريا ولبنان الهدف منها كسب تأييد سكانها المسلمين الذين بلغ بهم الغضب من تدخل بلادهم بسوريا مستوى عاليا.

وأوضح تقرير للصحيفة أن من أكبر التحديات الداخلية التي تواجه الكرملين باستمرار إدارة علاقاته بالروس المسلمين الذين يبلغ عددهم 14 مليون نسمة (10% من سكان البلاد) وأغلبهم على المذهب السني، مشيرا إلى أن هذه الإدارة أصبحت أكبر صعوبة منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

ونسب التقرير إلى مراقبين تقديرهم لعدد المسلمين من روسيا وبعض دول آسيا الوسطى الذين انضموا لتنظيم الدولة بـ6000 مقاتل، كما نسب إليهم القول إن العلاقة بين المسلمين والدولة وصلت مستوى عاليا من التوتر.

وأشار إلى أن الولاء المذهبي للمسلمين الروس لم يكن بارزا قبل التدخل في سوريا، وإلى أن ممثلي المسلمين في روسيا يخشون النقد العلني لهذا التدخل، كما أنهم ملتزمون بفكرة الوطنية المحددة من قبل الحكومة التي تضع الوطن فوق الدين والعرق.

وظل الكرملين حريصا على ألا يغضب المسلمين الروس، خاصة في وقت يزداد فيه نفوذ الكنيسة الأرثوذكسية داخل الحكومة، وفي حين لا تزال أغلبية هؤلاء المسلمين تتذكر ما فعله الرئيس فلاديمير بوتين في جمهورية الشيشان، بالإضافة إلى التمثيل غير العادل لهم بالمراكز العليا للسلطة.

وبهذا الحرص، بدأت الحكومة الروسية تجمع بين تدخلها العسكري في سوريا وتشجيعها المسلمين الروس على تنسيق الجهود المتزايدة لتقديم مساعدات إنسانية لضحايا الحرب السورية في سوريا نفسها ولبنان، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من أنشطة العلاقات العامة التي خُطط لها بدقة.

ورغم أن ممثلي المسلمين الروس ينفون وجود علاقة بين التدخل العسكري والمساعدات الإنسانية التي يقدمونها للسوريين، فإنه لا يوجد، كما يؤكد المحللون، شيء ينفذ من دون إذن الحكومة الروسية، إن لم يكن بطلب منها.