يشهد “التحالف الوطني” الحاكم في العراق صراعاً حاداً بشأن رئاسة أكثر من عشرين هيئة مستقلة يدير أغلبها حزب “الدعوة” الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي ونائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، الرجل القوي في الحزب. وفيما أكد العبادي أن الترشيح للمناصب العليا سيكون مفتوحاً أمام الجميع قريباً، أعلن سياسيون أن رئيس الحكومة يتعرض لضغوط كبيرة داخلية وخارجية لإقناعه بالتراجع عن قراراته بهذا الشأن.

 وكشف عضو في “التحالف الوطني” عن نيّة رئيس الحكومة العراقية استبدال جميع رئاسات الهيئات المستقلة بما فيها تلك التي يترأسها قادة من حزبه، وذلك في إطار جهود الإصلاح في الهيئات المستقلة، التي أعلن عنها العبادي في وقت سابق. وأكد المصدر نفسه في حديث لـ”العربي الجديد”، أن التغيير سيشمل “هيئات النزاهة والحج والإعلام والاتصالات والبنك المركزي العراقي”، والتي يترأسها قادة من حزب “الدعوة”، إضافةً إلى هيئات أخرى. وأشار إلى نشوب خلافات كبيرة داخل “التحالف الوطني” على خلفية توجه رئيس الوزراء لمنح رئاسات الهيئات المستقلة لشخصيات من خارج “التحالف الوطني”، لافتاً إلى أن العبادي يتعرض لضغوط كبيرة بهدف إقناعه بالتراجع عن قراراته، لا سيما أن دورة حكومته لم يتبق منها سوى ثمانية أشهر. وأضاف المصدر أن “العبادي يتعرض لضغوط داخلية من حلفائه في التحالف الوطني، وقيادات الحشد الشعبي، وأخرى خارجية من إيران”، مبيناً أن العبادي رفض الانصياع للضغوط وقرر المضي بإجراءاته، من دون الإعلان عن الموعد المحدد لذلك.