بينما تُكثّف قوات النظام حملتها العسكرية في الأطراف الشرقية من العاصمة السورية دمشق، بهدف إجبار المعارضة المسلحة، متمثلة بـ”فيلق الرحمن”، على الانسحاب من حي جوبر؛ آخر جيوب المعارضة في المنطقة، تظهر معالم الصراع بين فصائل المعارضة على السيطرة ومناطق النفوذ.

وعلى الرغم من دخول الغوطة الشرقية في اتفاق خفض التصعيد، إلا أنّ قوات النظام لم تتوقّف عن استهدافها، وتحديداً منطقة عين ترما، بحجة استهداف مواقع “هيئة تحرير الشام” (تحالف تقوده جبهة النصرة)، إلا أنّ مراقبين يرون أنّ هدف النظام هو الضغط على “فيلق الرحمن” من أجل الانسحاب من حي جوبر.

وما يدعّم ذلك القول أنّ النّظام يركّز هجماته البرية على محور وادي عين ترما الفاصل بين الغوطة الشرقية وحي جوبر، وفي حال السيطرة على المنطقة يتمكّن من حصار حي جوبر ليجبر لاحقاً المعارضة على شروطه بتسليم الحي.

وفي الغوطة، تقول مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ معارك متقطّعة تدور بين حين وآخر بين فصائل المعارضة السورية المسلّحة متمثلّة بـ”جيش الإسلام”، “فيلق الرحمن”، “حركة أحرار الشام”، وهي أكبر الفصائل في الغوطة، بالإضافة إلى تنظيم “هيئة تحرير الشام”، حيث يبدو الصراع على مناطق النفوذ.

وشهد أمس الإثنين توتراً بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، إثر اتهامات متبادلة، إذ شنّ “جيش الإسلام” هجوماً في محور الأشعري، وقال إنّه ضد “هيئة تحرير الشام”، وهو ما نفاه “فيلق الرحمن” في بيان له، مؤكداً أنّ الهجوم استهدف مقرّاته، مشيراً إلى أنّ “هيئة تحرير الشام” أخلت مقراتها من المنطقة، ولجأت إلى مناطق سيطرة “حركة أحرار الشام”.

ووسط ذلك، برز صراع تطوّر إلى مواجهات مسلحة بين “فيلق الرحمن” و”حركة أحرار الشام”، إثر انشقاق مجموعات من الحركة وانضمامها إلى الفيلق، كذلك وقع صراع آخر بين “فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام”، نتيجة انشقاق مجموعات وانضمامها إلى الفيلق، بعدما تبادلت الأطراف بيانات اتهم بها كل منها الآخر بـ”البغي” والاعتداء والسيطرة على مواقع.