قال كاتب في صحيفة “نيويورك تايمز” إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يصلح للرئاسة، ليس بسبب التواطؤ مع روسيا أو القرارات التي اتخذها وآخرها إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي، بل لأنه -ببساطة- مصاب بخلل عقلي جذري.

وأوضح كاتب العمود بالصحيفة روس داوثات أن المراقبين -يمينا ويسارا- لا يزالون يبحثون عن تفسيرات مقنعة عقليا لقرارات ترمب، التي “لا يوجد فيها عقل ولا منطق”.

والفكرة الجوهرية في مقال داوثات أن اعتقاد الديمقراطيين بأن ترمب عزل كومي لوجود مؤامرة كبيرة له مع روسيا لا يرغب في عدم الكشف عنها، اعتقاد خاطئ حتى إذا كانت هناك فعلا مؤامرة وتواطؤ بين روسيا وترمب بشأن الانتخابات الرئاسية، “لأن عزل المحقق في هذه المرحلة أمر لا يصدقه عقل وسيشد انتباه الجميع إلى التحقيق”.

ويعتقد الكاتب أن ترمب عزل كومي لغضبه من عدم ولاء الثاني العلني له شخصيا وانزعاجه مما شاهده منه على التلفزيون، الأمر الذي دفعه للذهاب إلى التلفزيون أيضا ليقول إنه كان يجب عليه عزل كومي من قبل بغض النظر عن توصية مكتب النائب العام بعزله. ووصف داوثات ذلك بأنه لا يصدر إلا من عقل طفولي قابل لقيادة صاحبه إلى إساءة استخدام السلطة بطرق لا يتوقعها الناس.

وعن شبهة التواطؤ مع روسيا، قال الكاتب إنه من المؤكد أن ترمب ظل يفكر فيها عندما اتخذ قرار عزل كومي، لكن من زاوية أنها فقط تنتقص من انتصاره المجيد في الانتخابات الرئاسية.

وقال داوثات إن عقل ترمب مدمر لذاته وأدنى من العقول المنطقية، ولا يسمح له هوسه بأن يتصرف إلا بغريزته، وإن شكاواه تتجاهل على الدوام المصلحة العامة والمصلحة السياسية الذاتية أيضا. وأورد كثيرا من المواقف والتصريحات التي تشير إلى ذلك، ومنها اتهام المنافس السابق له تيد كروز بأن والده -والد كروز- له يد في اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي.

وأضاف أن اعتقاد الديمقراطيين بأن سلوك ترمب مدفوع بمؤامرة سوداء ومحسوبة وإذا تم الكشف عنها سيكون ذلك هو الطريق لعزل ترمب من الرئاسة؛ اعتقاد خاطئ، موضحا أن التحقيق لن يكشف إلا عن أشياء غير حاسمة، في حين أن الوسيلة الوحيدة لإبعاده عن الرئاسة هو الاعتماد على التعديل 25 للدستور الأميركي لاتهامه بعدم الأهلية العقلية، وليس الجرائم الكبيرة أو الجنح أو التواطؤ مع روسيا.