يحمل الكاتب يوسف زيدان حقداً خاصاً تجاه صلاح الدين الأيوبي، فهو لا يفتأ في كل فترة إلا ويخرج بما يطعن فيه مكرراً كلامه، أحياناً بالمقالات وأحياناً في محاضرة وأحياناً في لقاء تلفازي، وتلك الآن ساحات خالية من الشرفاء والأحرار، فلا عجب أن يرتع فيها عملاء العسكر ممن رضوا عنه ورضي بهم، والطيور على أشكالها تقع، وليس أقبح من العسكر إلا المثقف الذي بذل لهم عرضه راضياً مَرضياً!

ويكاد صلاح الدين الأيوبي أن يكون فارقاً بين الأخلاق والوضاعة، فسائر من يقدر القيم والأخلاق ينظر لصلاح الدين نظرة إكبار ولو لم يكن مسلماً، والعكس بالعكس.. ولا يُتوقع من كاتب روايات يشجنها بالجنس، أن يتخذ موقفاً طيباً من صلاح الدين!

وإن افترضنا أن كل ما قاله يوسف زيدان عن صلاح الدين صحيح، وأن صلاح الدين قد اقترف هذه الخطايا.. هل يكون هذا مسوغاً ليوصف بهذا الوصف البشع الشنيع: مِن أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني؟!

هذا الرجل الذي حافظ على مصر مرتين من احتلال صليبي، وأعاد اجتماع الأمة في مصر والشام، فضلاً عن أنحاء في ليبيا واليمن تحت راية خلافة واحدة، وحصَّن القاهرة وبنى قلعتها ليحفظها من الأطماع الصليبية، وحرر بيت المقدس بعد 90 سنة، ووقف بجيشه أمام جيوش أوروبا الرهيبة بقيادة ريتشارد قلب الأسد حتى عجزت أن تعيد احتلال بيت المقدس رغم الفارق الهائل في القوة.. إلى آخر ما نستطيع أن نسرده من إنجازات حفر بها الناصر اسمه في التاريخ!

هل من فعل كل هذا يوصف بأنه من أحقر الشخصيات في التاريخ إذا أحرق مكتبة أو اضطر إلى فتح بيت المقدس سلماً أو اتخذ طبيباً يهودياً؟!

إذًا كيف يحكم يوسف زيدان على شارلمان أو بسمارك أو نابليون أو الإسكندر إن كانت حساسيته المرفهة تجعل مثل أخطاء صلاح الدين كافية لإنزال صاحبها من مرتبة الأبطال إلى مرتبة أحقر شخصيات التاريخ؟!