قد يبدو وكأنه مجرد مخيم أقيم خارج محطة نفط في الصحراء، ولكن بالنسبة ﻷهالي المنطقة الجنوبية، هذه هي “ثورة تونس الثانية”، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” اﻷمريكية.

ومع انتشار البطالة وعجز الحكومة عن تخفيف الفقر، وخلق فرص عمل، الآلاف الشباب يخيمون في تطاوين منذ عدة أسابيع.

وفي الأسبوع الماضي أغلق المتظاهرون خط أنابيب النفط الرئيسي، واشتبكوا مع وحدات الحرس الوطني الذين حاولوا حرق المخيم الاثنين الماضي، في المقابل تم حرق مركز للشرطة، ومركز للحرس الوطني، وقتل أحد المتظاهرين وأصيب آخران على الأقل خلال الاشتباكات.

وبعد ست سنوات من الثورة التي أسقطت ديكتاتور تونس زين العابدين بن علي، يعكس تصاعد الاحتجاجات، الإحباط جراء الوعود الفارغة للقادة الجدد في البلاد لتحقيق تحسن ملموس في المناطق الأكثر فقرا.

وأوضحت الصحيفة، أن هناك عددا كبيرا من خريجي الجامعات بدون عمل، وقاموا بإنشاء حركة موحدة من المتظاهرين في المناطق وقرى المنطقة.

وطالب المتظاهرون بحصة كبيرة من فرص العمل للسكان المحليين في شركات النفط التي تقوم بأعمال الحفر في المنطقة، وإنشاء صندوق استثمار لخلق فرص عمل.

وأصر المتظاهرون على عدم ترك خيامهم إلا بعد موافقة الحكومة على مطالبهم.

وسعت الحكومة الاستجابة إلى المطالب، وسافر رئيس الوزراء يوسف شهيد إلى المنطقة لإجراء محادثات مع المتظاهرين فى إبريل الماضى، ومعه وزير التوظيف، إلا أنَّ اﻷزمة مازالت مشتعلة.