قبل سبعة أشهر من انطلاق الماراثون الانتخابي في العراق، أُغلق بازار العملية السياسية على واحدة من أكبر الأزمات السياسية بين الكتل والأحزاب، من خلال انشقاقات لقيادات وشخصيات بارزة عن أحزابها. هذا الوضع طرح سيناريوهات عديدة، بينها ما يعتبر أن ما يحصل هو بداية لولادة أحزاب جديدة، غير تلك التي جاءت مع الاحتلال الأميركي عام 2003، فيما تخلص قراءات أخرى إلى أنها “عمليات انشقاق ستؤدي لالتئام جديد بعد الانتخابات”.

المجلس الأعلى الإسلامي، حزب الدعوة، الحزب الإسلامي العراقي، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، هي أبرز أحزاب السلطة، التي شهدت تصدعات كبيرة خلال الأيام الماضية. وما زال الباب مفتوحاً أمام تصدعات أخرى في نفس تلك الأحزاب وأحزاب ثانية تعاني من خلافات بين قياداتها. وعصفت في غالبية الأحزاب أسباب عدة للانشقاق، مثل التنافس على قيادة الحزب أو طروحات استبدال القيادات بوجوه جديدة للانخراط في الانتخابات المقبلة، أو تحميل أطراف دون أخرى، مسؤولية تراجع شعبية الحزب أو موقعه في الشارع العراقي.

المجلس الأعلى الإسلامي، أنهى ما وصفه أحد قيادييه “وجع الرأس المزمن” فقد وضعت الانشقاقات نهاية غير متوقعة لأحد أبرز أحزاب السلطة التي عرفها العراقيون بعد الاحتلال الأميركي لبلادهم، وذلك بعد إعلان رئيسه، عمار الحكيم، مساء الإثنين، انشقاقه رسمياً وتأسيسه حزباً آخر باسم “تيار الحكمة”، ساحباً معه قيادات بارزة في المجلس، في الوقت الذي خرجت في اتجاه آخر قيادات أخرى بارزة من المجلس نفسه من دون أن تحدد وجهتها السياسية المقبلة. وبحسب مصادر قيادية في “التحالف الوطني”، تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن “وفداً مشتركاً من حزب الدعوة والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة، غادروا إلى إيران في محاولة منهم لوقف مسلسل تصدع التحالف الوطني”. وأكد قيادي في التحالف أن “إيران تجد أن ما يحصل هو دورة حياة سياسية مهمة، ما دام الجميع لن يخرج من تحت عباءة التحالف الوطني الذي تدعم طهران كتله وأحزابه منذ عام 2003”.