بمعدل 10 عمليات إرهابية ينفذها  “تنظيم الدولة” يومياً في الأنبار، كبرى محافظات العراق، وفي ظل ارتفاع نسبة الفساد في دوائر ومؤسسات الدولة، تتضاعف مأساة سكان المحافظة التي خرجت الفلوجة، كبرى مدنها، أخيراً، من أتون حرب طاحنة انتهت بتحريرها من “تنظيم الدولة”، الذي ما زالت خلاياه تنتشر قربها وداخل الصحراء تتربص العودة عبر هجمات تشنها بين وقت وآخر

.

ويواجه محافظ الأنبار وغالبية أعضاء مجلس المحافظة (الحكومة المحلية) ومدراء دوائر حكومية مذكرات اعتقال قضائية بتهم الفساد والتسبب بضياع أكثر من 20 مليار دينار عراقي خلال عامين فقط، بينها أموال النازحين المخصصة لمعسكرات النزوح والمخيمات، في وقت ما تزال مدن في المحافظة، كالفلوجة والرمادي وهيت والرطبة والكرمة والخالدية والعامرية، تفتقد للمياه والكهرباء والخدمات الصحية. وحذر مسؤولون عراقيون من أن يكون الفساد المستشري في المحافظة سبباً لعودة “داعش” وسقوط المحافظة في براثنه مرة أخرى، خصوصاً مع اتهام جهاز الشرطة بالفساد، عبر إطلاق سراح سجناء من التنظيم مقابل مبالغ مالية كبيرة، مطالبين بتدخل رئيس الوزراء، حيدر العبادي، في ملف الفساد بالمحافظة، الذي أطلق عليه أخيراً مصطلح شعبي هو “الإرهاب الأبيض”.

وإلى جانب ثنائي الفساد والإرهاب، فإن الصراع بين كتل المحافظة السياسية أخذ منحى أخطر، بسبب التنافس على المناصب التنفيذية في المحافظة. ويقول نائب محافظ الأنبار السابق، جاسم العسل، إن “على رئيس الوزراء، حيدر العبادي، التدخل فوراً من أجل إنقاذ الأنبار والحفاظ على هيبة القانون في المحافظة التي تعيش صراعاً سياسياً وفساداً مالياً.