نشرت صحيفة “لاكروا” الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الضغوطات التي يمارسها نظام عبد الفتاح السيسي على شيخ الأزهر أحمد الطيب، بذريعة تجديد الخطاب الديني، حيث أصبح البعض يعتبرها حربا ممنهجة على الأزهر.

وقالت الصحيفة في تقريرها ، إن السيسي منذ وصوله إلى السلطة لم ينفك عن دعوة الأزهر لإصلاح خطابه الديني “تماشيا مع  تطور وتغير الزمن”، كما لم يتوان نظامه عن اتهام شيخ الأزهر بنشر أفكار متطرفة. في المقابل، كانت زيارة البابا الأخيرة لمصر بمثابة هدنة قصيرة في هذا السجال.

وذكرت الصحيفة أنه خلال سنة 2016، كانت خطبة الجمعة محل خلاف أيضا بين وزير الأوقاف والأزهر، حيث أن علماء الأزهر رفضوا الامتثال لمشروع وزير الأوقاف؛ الذي كان يهدف لأن تكون خطبة الجمعة مكتوبة وموحدة. ورد مجلس شيوخ الأزهر على هذا المشروع بأن “الخطب تفقد عمقها وقدرتها على مواجهة الأفكار الضالة، إذا ما كانت مكتوبة (مسبقا)، ما اضطر الوزير إلى تحديد جملة من المواضيع ليتم التطرق إليها في المساجد”. علاوة على ذلك، أكّد علماء الأزهر أن جميع المؤسسات في البلاد يجب أن تتحمل المسؤولية أيضا؛ فيما يتعلق بمكافحة التطرف.

ورفض شيخ الأزهر الاتهامات بالجمود، مشيرا إلى تشكيل لجنة مشتركة تضم أكاديميين ومثقفين وصحفيين، تهتم بالأساس بتحديد “أسباب انتشار العنف والتعصب في البلاد”. وقد راجعت اللجنة مناهج الشريعة الإسلامية في الأزهر، ثم تم سحب كتب دينية تبرر ضمنيا أفعال تنظيم الدولة.

وذكرت الصحيفة أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت كنيستي طنطا والإسكندرية؛ ساهمت في تنامي حدة الخلاف بين السيسي والأزهر، حيث أن أذرع النظام الإعلامية وصلت إلى حد المطالبة بإقالة شيخ الأزهر، متهمين إياه بأنه عائق أمام التغييرات التي يريدها السيسي.