نشرت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مرحلة ما بعد طرد تنظيم الدولة من الرقة السورية، مشيرة إلى أن هيمنة الأكراد على المنطقة من شأنها أن تؤدي إلى صراع آخر.

ونقلت الصحيفة عن معارض سوري عربي، يدعى خالد، وهو اسم وهمي اختاره الشاب لأسباب أمنية، أنه التقى في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في إسطنبول مع مسؤولين أمريكيين من وزارة الخارجية، ممثلا للمجتمع المدني لمدينة الرقة السورية.

وأوردت الصحيفة أن هذا الاجتماع كان يهدف إلى رسم ملامح السيناريوهات المحتملة بعد معركة الرقة.

وفي هذا الإطار، بين خالد أن شباب الرقة لا يرغبون في استقرار المليشيات الكردية السورية في المدينة، مشيرا إلى رغبتهم في تلقي الدعم من طرف قوات درع الفرات (المدعومة تركيا)؛ لمساعدتهم على طرد عناصر تنظيم الدولة من المنطقة.

وبينت الصحيفة أنه منذ سنة 2014، تقدم واشنطن الدعم للمليشيات الكردية لمحاربة تنظيم الدولة في شمال سوريا. لكن، لاحقا، أصبحت الوحدات الكردية تعمل تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية.

وقالت الصحيفة إن خبراء يعتقدون أن النموذج الاستبدادي للأكراد في المناطق ذات الأغلبية العربية، مثل الرقة، من شأنه أن يعجل بعودة الجماعات المتطرفة إلى المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن الأزمة الإنسانية، التي برزت بعد هزيمة تنظيم الدولة في مناطق أخرى في سوريا، تشكل بدورها مسألة رئيسية بشأن الهجوم على الرقة. في المقابل، أعلن التحالف الدولي عن عدم تحمله لأي مسؤولية في هذا الشأن. وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل ريان ديلون، إن “التنمية الوطنية ليست من مهامنا”.

وحتى اللحظة، لم يتم وضع أي خطة للإدارة المدنية في الرقة. وبالتالي، فإن العديد من التساؤلات المطروحة حول: من سيتولى السلطة في مدينة تضم حوالي 300 ألف نسمة، ومن الذي سيتكفل بتوفير الخدمات البلدية، وما هي طبيعة القوات التي ستكون مسؤولة عن الأمن والنظام في المنطقة، ومن هو الطرف الذي سيتكفل بتمويل إعادة بناء الرقة.

وذكرت الصحيفة أن مخاوف سكان الرقة تكمن في إدراج المنطقة ضمن منطقة الإدارة الكردية، التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في شمال سوريا، وذلك بفضل الدعم الجوي البري من الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، قال صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تتبع له الوحدات الكردية، إنه “إذا أصبحت الرقة كانتونا كرديا جديدا، فإن تقاسم السلطات مع العرب سوف يكون أمرا مستبعدا دون أي شك”.

وأشارت إلى أن احتمال سيطرة الوحدات الكردية على الرقة أثار قلق تركيا، في حين ذكر وزير الشؤون الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إثر لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منتصف أيار/ مايو، أن واشنطن وعدتهم بأن تكون الرقة فقط تحت سيطرة العرب وليس الأكراد.

ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الوعود المقدمة، فإن القلق سوف يظل يساور المسؤولين في شمال سوريا، خاصة بخصوص القوة التي ستتكفل بتسيير أمور المنطقة والصراع على السلطة، الذي لا مفر منه.