يتحسر اليمنيون على أوضاعهم مع استمرار الحرب للعام الثالث دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراجة للوضع الذي أنساهم كثيرا من ضرورات معيشتهم وحياتهم من قاموسهم وبرنامج حياتهم، وتمر الأيام والمناسبات دون اهتمام يذكر بها أو احتفاء مثلما كان يبديه اليمني قبل نشوب الحرب.

وكانت الأسواق في المدن اليمنية كعادتها في العشر الأواخر من رمضان تشهد ازدحاما شديدا وتسابقا لشراء احتياجات العيد من ملابس وحلويات، ولا ينسى اليمني لحمة العيد بشراء كبش أو جدي أو المشاركة مع آخرين بحسب قدرته المادية وعدد أفراد أسرته، لكن الحال بدا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة مختلفا كليا.

فرغم وجود ازدحام نسبي لكنه لا يعبر عن قدرة شرائية، حيث إن أغلب الموجودين ليلا في الأسواق هم لمجرد النزهة وقضاء الوقت.

ومع تدهور قيمة العملة ومحدودية الاستيراد عمد التجار إلى مضاعفة أسعار المواد الغذائية، في حين بقيت رواتب الموظفين كما هي قبل الحرب، ناهيك عن عدم حصول قطاع واسع منهم على مرتباتهم الشهرية لفترات تصل إلى ستة أشهر.

ويرى الصحفي شكري حسين أن منغصات حياة المواطن اليمني اليوم لم تدر بخلده من قبل ولم يكن يتصور أن تصل الأوضاع إلى هذا الحد من الفاقة والحاجة والمعاناة.

ويضيف “هناك منغصات أشد فتكا منها لم يظهر لها شبيه في تاريخ الشعوب تتمثل في عدم حصول الموظفين وأفراد القوات المسلحة والأمن والمتقاعدين على رواتبهم لأشهر تجاوزت حالات بعضهم ستة أشهر”.

ويقول الشعبي “ماذا يمكنني أن أقدم لأولادي وأسرتي في مناسبة العيد وقد عودتهم على شراء الملابس الجديدة، لقد عجزت عن توفير قوت يومهم ونكتفي بوجبة واحدة في اليوم تنعدم فيها الكثير من المقومات”.

ويؤكد عبد الرحمن سعيد (صاحب محل ملابس) أن معظم الزبائن يدخلون المحل ويخرجون منه دون أن يبتاعوا شيئا وقال كنا في السنوات ما قبل الحرب نعتبر العيدين الفطر والأضحى موسما مزهرا يعوضنا عن بقية أشهر السنة التي تتراجع فيها حركة البيع.