تناولت مجلة “ذي أتلانتك” الأميركية الأزمة المتفاقمة في سوريا، في ظل تورط لاعبين وقوى خارجية في البلاد التي مزقتها الحرب منذ سنوات، ومن بينها الولايات المتحدة، وتساءلت إذا كانت أميركا انزلقت إلى مستنقع حرب أخرى في سوريا؟

وأشارت المجلة في مقال للكاتبين إيلان غولدينبيرغ ونيكولاس هيراس إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصعد تدريجيا ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد وحلفائه الداعمين له، الأمر الذي ينذر بالفوضى في المنطقة برمتها.

وأضافت أنه بينما كانت الولايات المتحدة منشغلة بتصريحات مدير مكتب التحقيقات السابق جيمس كومي، كانت هناك قصة أخرى تتدحرج في الجانب الآخر من الكوكب، ويمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على أميركا نفسها.

وأوضحت أن الجيش الأميركي اشتبك الشهر الماضي في سوريا ثلاث مرات في صراع مباشر مع القوات المشتركة لنظام للأسد، وهي المتمثلة في المليشيات الشيعية المدعومة من إيران ومقاتلي حزب الله اللبناني، وربما حتى من قوات النخبة من الحرس الثوري الإيراني.

وتقول المجلة أن هذه الأحداث جميعها جرت في منطقة التنف (جنوبي شرقي سوريا)، وذلك حيث يقوم نحو 150 عسكريا أميركيا بتدريب قوات المعارضة التي يتوقع منها أن تقوم بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشارت إلى أن الحادثة الأولى كانت في مايو/أيار الماضي عندما قصفت الطائرات الأميركية قافلة لقوات شيعية وغيرها من الفصائل المدعومة من إيران أثناء توجهها إلى التنف، وأما الحادثتان الأخريان فجريتا قبل أيام.

وتحدثت المجلة بإسهاب عن المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة في جنوبي شرقي سوريا، وكذلك عن التحالفات التي تحاول إعادة الاستيلاء على الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم سواء في سوريا أو العراق.

لكن المجلة تحدثت من جديد عن التعقيدات التي قد تواجهها الولايات المتحدة في حال المخاطرة بالتصعيد المباشر مع إيران أو المواجهة مع روسيا، الأمر الذي ينذر باشتعال المنطقة برمتها.