قال الإعلامي التونسي نضال حمدي مقدمة عن حادث الواحات في مصر والذي راح ضحيته 55 شخصاً بينهم ضباط وعناصر، وذلك عبر فضائية القناة التاسعة، جاء فيها:

“كانت الواحات هادئة حتّى اقتربت عربات الشرطة الوطنية المكافحة للإرهاب..على متنها مواطنون صالحون لا يقتلون الناس ظلمًا ولا يعذبون المعتقلين أبدًا وليس لأحد منهم يد في اختفاء قسري أو قتل خارج القانون أو فضّ اعتصام رابعة الذي رابط فيه أنصار صندوق الديمقراطية والإرهاب المحتمل..كان الضباط والجنود ينشدون النشيد الرسمي ويترحمون على أرواح شهداء الوطن ويستعدون لتخليص البلد والعالم من الإرهاب.. في منطقة قريبة من تلك التي قتلوا فيها منذ سنتين سواح المكسيك المزعجين..كان الطقس جميلاً والعصافير تزقزق، حتّى فتحت النيران من كل اتجاه.. أغلق الطريق.. حوصر أبطال الوطن وبدأ الأشرار بقتلهم.. بلا شفقة ولا رحمة.. أبرياء.. يزرعون الورود والحب في كل مكان.. كان منهم مناضل في سبيل الديمقراطية وبطل تحرير قومي، كان قد خلّص الأمّة من بعض أعدائها من المتظاهرين في ما يسمى يوم الأرض أو جمعة الشرعية أو تحركات الغلابة..

الأشرار يقتلون الطيبين.. علق البعض..الأشرار يقتلون الأشرار، علق البعض الآخر..لكنهم رجال الوطن، أحببنا أم كرهنا.. مهما أسرفوا في طاعة ولي الأمر الذكر الذي لم يترحّم حتى عليهم، يبقون رجال الوطن وحماته.. ويبقى قاتلهم شريرًا مهما بدا منتصرًا لحق..هل تعتقدون أنّي محقّ؟ أم تظنونني ساخرًا؟ لا أخفيكم أني فقط تائه.. فما يحدث لا يشبه بأي حال من الأحوال الوضع الطبيعي..كيف يقتل بعض المختفين في الواحات والصحارى قريبًا من مائة من القوات الحاملة للسلاح في بلد رأس ماله سلاحه؟ من تسبب في هذه المأساة، التي لا يجد أحدنا ما يعبّق به على المشهد سوى بأسئلة وعبارات غير متقنة الصياغة ومعان غير واضحة وبحث متكرر عن منطق لا يكاد يبين..مصر تضيع وأنتم تعلمون من ضيعها، وكيف ضيّعها.وفقط”.