تكثر القصص والأرقام حول خسائر الأرواح التي سببتها الحرب في سوريا، إلا أن خسائر أخرى لا يسلط عليها الضوء لكونها لم تلفت الأنظار بموت صادم، أو تجربة حياة استثنائية، هي خسارات الطاقات البشرية الكامنة في جيل كامل لم يتمكن من الاندماج في إطار تعليمي، هي خسارة الطبيب ، والمهندس  والمدرس

 لم تقتصرْ الأضرار التي تعرض لها الطلبة السوريين منذ أكثر من  ست  سنوات على استشهاد أعداد كبيرة منهم، وفقدان منازلهم، وتشردهم في بلدان اللجوء، بل وتجاوزتها إلى حرمانهم من التعليم وابتعادهم عن مقاعد الدراسة في بلادهم أولًا، وفي بلدان لم تعدْ قادرة على استيعاب عدد أكبر من الطلبة اللاجئين، أو في مخيمات باتت تغص بقاطنيها، وبدأت مدارسها تنوء عن حمل الأعداد الكبيرة للطلبة السوريين

عامان دراسيان او ربما أكثر فترة ضياع لعدد كبير من الطلاب في بيئات الثورة واخرون حرموا من التعليم بشكل نهائي في ظل القصف المتواصل وظروف الحصار ليكون الطالب السوري بعد الثورة بين مطرقة الطموح للدراسة الجامعية وبين سندان الواقع الذي فرض عليه في ظل الحصار او ربما التهجير الذي أجبره للدراسة في بلدان تتفاوت فيه أوضاعهم بين من يسعى إلى كسب عيشه ومن يتطلع إلى إستئناف تعليمه .

لتستمرّ العمليّة التدريسيّة في مسيرتها في الداخل السوريّ والخارج للّاجئين، في التعرّض إلى العديد من المشاكل. فلا يزال الداخل السوريّ خارج سيطرة النظام، يعاني من القصف والاستهداف اليوميّ، ممّا يعرّض حياة الطلّاب والمعلّمين إلى الخطر، كما يعاني الخارج من عدم وجود رقابة تعليميّة على المدارس، ممّا يجعلها تتبع للأهواء الشخصيّة

بيد ان الضرر بحسب ناشطين لا تستطيع المؤسسات السورية الحالية إصلاحه، بل يحتاج إلى تضافر جهود دولية، ولاسيما عربية وإسلامية لتجنيبه   مزيدًا من التدهور ومساعدته على التعافي والنهوض