يبدو ان ايران تصوغ وجودها كقوة اقليمية كبرى في الشرق الأوسط وان إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية، أملا يداعب الإيرانيين، وسخروا لأجل تحقيقه كل طاقاتهم وإمكاناتهم

لتفقد إيران نفوذها في سورية المستقبل، أياً كان هذا المستقبل بحسب مراقبين  حتى لو حققت ميليشياتها إنجازاً هنا واختراقاً هناك لتغير مشاركة ميليشيا حزب الله  في الحرب السورية   معادلة النزاع وتحولت الحرب بنظر الحزب إلى تصفية حسابات على الرغم من التكلفة المادية والبشرية التي دفعها الحزب، والتي وصلت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أكثر من الف وخمسمائة قتيل فضلا عن العدد الكبير للجرحى

طهران والتي تعرف بحسب محللين  أن لإدارة دونالد ترامب خطة عمل وأجندة كانتا غائبيتين في عهد الإدارة الأميركية السابقة، وأن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية التي تتنافس مع تلك الروسية قد تتوصل إلى شراكة مع موسكو، لكنها غير مهتمة بأي شراكة من أي نوع مع طهران.

بيد ان ايران  تدرك أيضاً أن قرار واشنطن بمنع أي نفوذ إيراني على الحدود الشرقية لسورية هو خيار استراتيجي نهائي على ما تكشف تطورات التنف جنوباً وحراك قوات سورية الديموقراطية في الرقة، وعلى ما يكشف تدخل طائرات التحالف لحسم أي محاولة تسعى لغير ذلك

فلم تعد الحرب  بالوكالة التي تشنها إيران في المنطقة كافية للدفاع عن نظام الولي الفقيه في طهران. بات استراتيجيو الجمهورية الإسلامية يشعرون بأن رياحاً أخرى تهب في المنطقة وبات وقعها يقرع أبواب البلد ويهزّ عرشاً كان يمنّي النفس بالنفخ بإمبراطورية غابرة عاصمتها بغداد.