بعد تطورات كبيرة شهدتها الساحة السورية في الأيام القليلة الماضية، من خلال اتفاقيات ضمنت وقفًا لإطلاق النار حددت وزارة الخارجية الكازاخية موعد محادثات أستانة 6 حول سوريا منتصف الشهر الجاري.
الوزارة أوضحت في بيان لها أن الأطراف الضامنة تلتزم إقرار خرائط موحدة ترسم حدود مناطق وقف التصعيد، التي اتُفق عليها في المحادثات السابقة، والتي تشمل إدلب والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، في ظل عدم تطبيق شروط الاتفاق الذي ينص على وقف استخدام كافة الأسلحة، بما فيها الجوية بين الأطراف المتصارعة، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية والعاجلة إلى المناطق المذكورة.
المحادثات سبقها تخوف من قبل الهيئة العليا للمفاوضات من أن تكون مناطق تخفيف التوتر بداية لتقسيم سوريا، لا سيما بعد مضي أكثر من عام ونصف على انطلاق أول جولة منها، دون إحداث تطور على الأرض، واستمرار القصف ومنع المساعدات الإنسانية، إضافة إلى عدم بحث الانتقال السياسي.
جولة جديدة من استانا سبقتها تصريحات سياسية من مسؤولين روس وإيرانين، إضافة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حول قرب التوصل إلى حل سياسي في سوريا وإنهاء سنوات الحرب.
ويرى محللون أن تفاؤل داعمي النظام وحديثهم عن تسوية سياسية يأتي في ظل تراجع الدول الداعمة للمعارضة عن شرطها الأساسي برحيل ، بشار الأسد، واستبدال خطابهم بأن الأولوية لمكافحة الإرهاب، وتسوية سياسية تنهي الحرب.
العنف غير المسبوق، والشراسة التي أديرت بها الحرب السورية، والأثمان الباهظة على الصعيد الإنساني التي دفعها الشعب السوري، لا بد أنها تركت براكين في الصدور على أهبة الانفجار، وهذه النيران التي تحرق الصدور، من الصعب أن تترك الوعي سليمًا من لسعتها.