رغم التوترات الداخلية والضغوط الإقليمية والدولية، إلا أنها لن تلقى صدى الإصغاء في مسامع رئيس إقليم كوردستان العراق مسعود برزاني، والذي يصر على إجراء إستفتاء الإنفصال المزمع في 25 سبتمبر الحالي.

فلأول مرة منذ عامين يعقد البرلمان الكردستاني جلسته ويقر بالإجماع على أجراء الإستفتاء في موعده المحدد.

استفتاء سيشعل فتيل الأزمات في المنطقة وربما يدخلها بدوامات ويعيد التموضع لتنافس القوى الدولية في حفظ مصالحها. ولا سيما أنه يشكل تحدٍ واضح للحكومة المركزية في بغداد ولمواقف عدد من الدول على رأسها الولايات المتحدة.

حيث أصدر البيت الأبيض بياناً عقب اعلان التصويت بوقت قصير، طالب فيه حكومة إقليم كردستان بإلغاء الإستفتاء ووجوب الدخول مع بغداد في حوار مستمر وجاد.

وحذر البيان من أن التصويت على الإستفتاء ستكون له نتائج سلبية تنعكس في تشتيت الجهود الرامية لدحر تنظيم الدولة الإسلامية.

تركيا لم تقف صامته أمام ما تعتبره المعضلة الكبرة التي تهدد أمن حدودها، بل صرحت محذرة في بيان جاء على لسان وزارة خارجيتها من أن الإصرار على إجراء الاستفتاء سيكون له ثمن. كما أعلنت عن استعداد أنقرة للعمل من أجل تحسين العلاقات بين الاقليم الكردي وحكومة بغداد المركزية بناءً على مبدأ وحدة الأراضي العراقية وتحقيق الفائدة الشاملة لكلا الطرفين.

رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي جدد رفضه للمشروع ودعا القيادات الكردية إلى فتح باب الحوار مع بغداد. وقال في مؤتمر صحفي إن “فرض الأمر الواقع بالقوة أمر مرفوض”، ملوحاً بإستخدام العمل العسكري في التصدي لهذا المشروع كما قرأه البعض، وخاصة بعد تفويض البرلمان العراقي له “باتخاذ التدابير التي تحفظ وحدة البلاد” والتي يُرى بأنها تفويض له باستخدام القوة العسكرية.

إلا أن وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري إستبعد إمكانية وقوع صدام مسلح بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان واعتبر بأن أي اقتتال بين العراقيين هو خطا أحمر.

فيما تنسج الاستفهامات عن ماهية ردود فعل تركيا وسوريا وايران في حال صوت الأكراد لصالح الاستقلال. تنسج أيضاً العديد من الأسئلة التي ستحدد الأيام المقبلة إيجاباتها المنتظرة