أعلنت القوات العراقية الأحد استعادة مدينة تلعفر غربي نينوى من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بعد ثمانية أيام من المعارك، مما يشكل ضربة كبيرة أخرى للتنظيم بعد فقدانه مدينة الموصل قبل أكثر من شهرين.

وبحسب الرواية العراقية، يبدو أن معظم مقاتلي تنظيم الدولة انسحبوا من تلعفر قبيل انطلاق المعركة وأثناء أيامها الأولى، وتوجه الكثير منهم إلى مدينة الحويجة جنوب محافظة كركوك، بينما توجه الباقون إلى بلدة العياضية شمال شرق تلعفر، والتي بدأت القوات العراقية الاثنين اقتحامها بعد أن ضربت حولها طوقا محكما.

يقول أحد المحللين العسكريين بأن تنظيم الدولة فقد الكثير بفقدانه تلعفر التي وصفها بهمزة الوصل بين مدينتي الموصل وباقي مناطق نفوذ التنظيم على الجانب السوري، معتبرا أن التنظيم لم يعد له موطئ قدم في العراق بعد سيطرة القوات العراقية على المدينة.

وأضاف في مقابلة مع الجزيرة نت إن القوات العراقية بسيطرتها على تلعفر تمكنت من كسر الروح القتالية لدى التنظيم، لكنها لم تتمكن من القضاء على فكره وعقيدته، وهو ما سيوقظ الخلايا النائمة ويحرك الذئاب المنفردة لعقود أخرى قادمة.

وجاء ما حققته القوات العراقية من تقدم في تلعفر عقب دروس صعبة وقاسية تلقتها هذه القوات بسبب الأخطاء القاتلة التي وقعت فيها في معركة الموصل، وخصوصا إبان بدئها القصف العشوائي على المدينة القديمة وضرب الطائرات التابعة للتحالف الدولي أهدافا قالت عنها إنها لتنظيم الدولة، بينما اتضح أنها مجرد مواقع مدنية مأهولة بالسكان، مما رفع عدد الضحايا المدنيين بشكل أثار حفيظة المجتمع الدولي برمته.