تراقب إسرائيل عن كثب التقارب التدريجي بين تركيا وإيران بعد سنوات من التوتر بينهما حول الحرب في سوريا، هذا ما رأته كاتبتان إسرائيليتان من خلال مقال مشترك على موقع معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب.

وخلصت سيما شاين وغاليا ليندنشتراوس بعد استعراضهما أوجها متعددة “للتقارب” بين أنقرة وطهران إلى أنه “لا يوجد حتى اليوم التقاء مصالح بين تركيا وبين إسرائيل”.

وأوضح المقال أن من مظاهر هذا التقارب زيارة رئيس الأركان الإيراني إلى أنقرة في أغسطس/آب الماضي للمرة الأولى منذ عام 1979، ولقاء الرئيسين حسن روحاني ورجب طيب أردوغان في العاصمة الكزاخية أستانا أوائل سبتمبر/أيلول الجاري.

ومن بين المؤشرات “المقلقة” لإسرائيل أيضا اتفاق البلدين مع روسيا حول منطقة عدم التصعيد في إدلب، كما تجري التحضيرات لزيارة أردوغان لإيران بعد أيام.

أما في المجال الاقتصادي، فقد وقعت تركيا وإيران في الآونة الأخيرة صفقة نفط وغاز تشمل أعمال تنقيب في إيران.

وأشارت الكاتبتان إلى أن إسرائيل تنظر بقلق لهذا التقارب التركي الإيراني في ظل “القضايا الخلافية” التي تُظلل علاقات إسرائيل مع تركيا خاصة الملف الفلسطيني لاسيما بالنظر لعلاقات تركيا مع حركة المقاومة الإسلامية(حماس). وذكر المقال بما صدر عن أنقرة من “تصريحات تحريضية” ضد إسرائيل خلال أحداث المسجد الأقصى.

ولعل ما ساهم في تباعد العلاقات التركية من جهة، والإسرائيلية والأميركية من جهة أخرى، المحاولة الانقلابيةالفاشلة في أنقرة العام الماضي، والتخوف من محاولة انقلابية جديدة. وفي المقابل أوجد ذلك مساحة للتقارب التركي الإيراني.

وأوضحت الكاتبتان أن العلاقات المتطورة بين أنقرة وطهران تضيف ملفًا ثقيل الوزن إلى جدول الأعمال المختلف بين أنقرة وتل أبيب، لأن هذا التقارب التركي الإيراني من شأنه أن يرهق جدول الأعمال الأمني الإسرائيلي الذي ينشغل بجملة تطورات متلاحقة.