كثيرا ما يقال بأن الغربة تكشف الوجه الحقيقي للناس و أنها تكشف معادن الرجال و تميز الغث من السمين..أقوال و حكم جاءت من واقع سلوكيات المغترب تجاه بقية المغتربين من وطنه أو من غير وطنه لتُجسّد فكرة لدى المغترب عن طبيعة ابناء بلده في الغربة بشكل خاص و عن طبيعة المجتمعات بشكل عام, و لذلك لا يمكن للمهاجر أن يتجرد من وطنه بل هو الذي يحمل معه وطنه أينما حل و أينما كان..يحمل معه وطنه من خلال سلوكه و أخلاقه و قيمه و مبادئه..فإن كنت طيبا و متخلقا و خادما للناس فإنك ستعطي انطباعا طيبا عن وطنك ..و إن كنت أنانيا و مخادعا و لا عهد لك فإنك ستعطي انطباعا سيئا عن وطنك..

أما بخصوص معاملة أبناء الوطن بين بعضهم البعض في غربتهم يقول ضيفنا ياسر عاشور في تدوينة له ” يُلاحظ مؤخراً بعض السلوكيات التي يقوم بها المقيم الأجنبي تجاه اللاجئ في البلد نفسه، وهما قد يكونان من الموطن الأصلي نفسه، حيث يحاول المقيم التمييز بينه وبين اللاجئ، كما يستعلي عليه مُولّداً شعوراً بالأفضلية عند من هم حوله من مواطني البلد المضيف، وكأنّ هناك فرقاً بين خيمة وخيمة.”