“المنحة يا ريس” .. الهتاف الذي قطع حديث السيسي أثناء كلمته خلال الاحتفال بيوم العمال، ورغم أنه صدر من عمال تم اختيارهم مسبقا طبقا لموالاتهم للنظام الحاكم، إلا أنه قوبل بضحكة سخرية، ثم تجاهل إلى نهاية الاحتفال.

وفيما يحتفل عمال مصر بعيد العمال، تظل أقواتهم مهددة وأفواههم مكممة.. ملايين العمال الذين يعتصرهم الغلاء، من دون أن يُسمح لهم برفع أصوات الغضب على تدني الأجور وتردي أوضاعهم المعيشية، في ظل تشديد القبضة الأمنية إزاءهم وإزاء الجميع.

وتفاقمت مشاكل العمال في العام الأخير، ولم يعد الحد الأدنى للأجور، والذي طالما أملوا فيه، مجدياً، في ظل غلاء متواصل يحرق أي زيادات في الأموال والرواتب.

وفي حين أنه تم الموافقة على صرف علاوات للعمال، فينبغي علينا أن نعمل حسابا لحجم التضخم.

للأسف دخول العمال تناقصت بشكل كبير.. كيف لعامل أن يفرح بزيادة 10% من مرتبه، وهناك تضخم غير مسبوق في الأسعار، وقيمة ما يقبضه نقصت إلى ثلث قيمتها فقط!

ففي 2008 تم تحديد الحد الأدنى للأجور بنحو 1200 جنيه، ما يعادل حينها 207 دولارا، إلا أنه وفق أسعار الصرف حالياً لا يتجاوز الـ 66 دولارا فقط!

ليست العبرة بعدد الورق الذي يقبضه العامل، ولكن العبرة بقدرته الشرائية.

كما أنه من ناحية أخرى، يعاني العمال في مصر من تضييق أمني خانق، تتلاشى في ظله الآمال في حد أدنى للعيش الكريم، فقد تعاظمت القبضة الأمنية للحيلولة دون غضبة عمالية على تردي الأوضاع الحالية. وقد طالت عمليات اعتقال كوادر عمالية في مناطق عدة من البلاد قبل يوم واحد من عيد العمال بعد تنظيم احتجاجات سلمية على سوء الأوضاع المادية لهم.