قال المحلل السياسي والمفكر السعودي  د.وليد الهويريني في مداخلة ببرنامج “ شؤون إقليمية”  على فضائية القناة التاسعة :

إن العلاقة السعودية الأمريكية علاقة تاريخية  إستراتيجية بدأت في منتصف الأربعينات وربما مرت بمنعطف حرج أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما و خاصة  في الفترة الثانية وعند ثورات الربيع العربي وما نجم بعدها .

وأضاف الهويريني أنه :” حتى المقاربة الأمريكية تجاه الملف السوري لم يكن وفق الأمنيات التي تأملها الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية و من ثم ما جاء بعدها من قانون جاستا و غيره، ومما لاشك فيه أن العلاقات السعودية الأمريكية مرت بقدر كبير من الحرج وكذلك العلاقات العربية بشكل إجمالي ” .

وتابع د.وليد قائلاً :” إن اليوم عادت إدارة ترامب بخطاب جديد ومختلف والمتأمل في عامة التصريحات الصادرة من بعض أعضاء  إدارة ترامب يلحظ هذا التحول ، فهناك تحول إيجابي نسبيًا باتجاه السعودية و الحديث بأن السعودية حتى الآن مازالت دولة قوية وأنها حليف إستراتيجي وكذلك اتجاه نقدي للخصم و العدو الإقليمي للخليج وللعرب وهو دولة إيران و الحديث على أنها محور الشر و أنها تقوم بأعمال استفزازية وإرهابية وهذا جرى على لسان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس و وزير الخارجية الأمريكي والحديث حتى عن دور إيران في محاولة اغتيال وزير الخارجية السعودي  عادل الجبير قبل ذلك ” .

وقال د.وليد أنه من منظوره الشخصي : “هناك مدخل مهم في تحليل موقف إدارة ترامب ففي الحقيقة أكثر المحللين اليوم يعانون من عدم اليقين بالسياسات الأمريكية المستقبلية بسبب أداء إدارة ترامب المرتبكة والمضطربة مع مؤسسات الدولة الأمريكية الكبرى  ففي أقل من 100 يوم حدثت مشاكل كثيرة وأوقفت بعض المحاكم الأمريكية قرارات  أصدرها ترامب، و كذلك استقالة مايك فلين مستشار الأمن القومي والشاهد أن هناك إشكالًا كبيرًا أجمع عليه المحللون بين الإدارة الأمريكية في حالة عدم اتساق وانسجام بين أداء ترامب وأعضاء حكومته وبين التوجه للمؤسسات الدولية الأمريكية الدستورية الصلبة في الدولة .

و قد أكد د.وليد قائلاً : ” هناك تغير وتبدل في الموقف الأمريكي على صعيد التصريحات الدبلوماسية والمواقف السياسية لكن المتأمل في المقاربة الأمريكية من كافة الملفات التي تحدث عنها حتى هذه اللحظة لا يوجد تحول استراتيجي كبير في موقف ترامب عن موقف أوباما تجاه الملفات التي تعني السعودية وتعني الخليج “.

كما علل قائلاً : “حول الاتفاق النووي لا يوجد تحول كبير على مستوى التصريحات ،حيث ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن إدارة ترامب بلغت مجلس النواب الأمريكي أن إيران ملتزمة بالاتفاق النووي وأنه من المرجح أن الولايات المتحدة تلتزم بذلك ، فحتى نقد الاتفاق النووي أقصى ما قاله ترامب هو مراجعة البنود .

ومن ناحية أخرى أمريكا ليست الوحيدة في الاتفاق النووي فهناك شركاء هم بقية أعضاء مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا كل هؤلاء مازالوا في ذات الموقف الذي لم يتحول ويتغير ” .       

وقد ختم د.وليد مداخلته قائلاً :” الشاهد أن الخطاب الدبلوماسي الأمريكي تغير تجاه إيران سلبًا وتجاه السعودية إيجابًا حتى هذه اللحظة في أقل من 100 يوم من صعود ترامب سدة البيت الأبيض “.