في لقاء مع الباحث  والمحلل السياسي السوري أ.مضر الأسعد رئيس تحرير جريدة الجامعة قال :

بشكل عام هذه المجالس استطاعت أن توفر الماء و الغذاء و الدواء، و استطاعت تأهيل المشافي الميدانية و المشافي الخاصة و العامة، و كذلك قامت بتشغيل الأفران و توزيع المواد الإغاثية من خلال الجهود الكبيرة والمخلصة  للشباب الذين يترأسون هذه المجالس المحلية، و بصراحة الفكرة كانت جميلة و جيدة جداً، و لكن مع دخول داعش و النظام السوري في بعض هذه المناطق قاموا بالتنكيل من هذه المجالس واعتقال و اغتيال الكثير من أعضائها بل وقاموا  أيضاً بتدمير المستودعات و مقرات هذه المجالس.

كذلك قام الطيران الروسي و الأسدي  بقصف الأفران و المستشفيات و كل ذلك جعل أعضاء المجالس يعملون بكل جدية واهتمام  وإخلاص من أجل توفير الماء والغذاء والكهرباء والأدوية للأهالي داخل هذه المناطق .

واستطرد قائلاً: لا شك بأن المجالس المحلية في سوريا والتي تشكلت في المناطق المحررة هي فكرة جميلة جداً و رائعة من أجل إدارة تلك المناطق، و قد لاقت هذه المجالس النجاح الكبير في بعض المناطق، و في بعضها الآخر كانت هناك صعوبات كثيرة بسبب بعض الكتائب التي لا تؤمن بالعمل الجماعي و لا تسمح لغيرها بالعمل ضمن تلك المناطق المحررة.

و عن سؤاله حول دور الإعلام وكيفية تقييم دور المجالس في المجال الإعلامي  في إيصال معاناة الأهالي أجاب قائلاً: عندما كنت في سوريا كنت مشرفاً، و أعمل مع تلك المجالس، من أجل توفير الخدمات للأهالي، و كنت على اطلاع كامل من خلال التواصل مع الكثير من الفعاليات الإعلامية لكثير من المكاتب الموجودة في المجالس، من أجل إيصال صوتهم، لكن رغم ذلك كان هناك صعوبات كثيرة في  وجه هذه المجالس، و في عمل تلك المكاتب من قبل الجهات التي كانت تقوض عمل المناطق المحررة من قبل المجالس المحلية و الحكومة المؤقتة  والائتلاف الوطني، و الحقيقة رغم هذه الصعوبات كان الشباب يعملون بكل جدية و إخلاص من أجل تذليل كل العقبات وتوفير الخدمات للمواطن أينما كان ضمن المناطق المحررة.

و ختم أ. مضر لقاءه بالحديث حول مستقبل تلك المناطق قائلاً : مستقبل هذه المناطق في ظل وجود الكتائب التي تعرقل عمل هذه المجالس حقيقة مستقبل مظلم، و نحن نتمنى من منظمات المجتمع الدولي ومن الدول المساندة للثورة السورية تأهيل أعضاء هذه اللجان من الشباب  الذين يعملون في تلك المجالس المحلية لتأهيل سوريا لتكون حقيقة سوريا المستقبل سوريا الجديدة المضيئة، و نحن كذلك نتمنى من منظمات المجتمع المدني والدول تأمين المساعدات الطبية والإنسانية والإغاثية لهذه المجالس لكي تقوم بعملها على أكمل وجه .

و على صعيد آخر، في مداخلة على القناة  التاسعة للباحث بمركز عمران للدراسات الاستراتيجية  أ.محمد منير للرد على  السبب في اقتصار هذه التجربة على مناطق دون أخرى في سوريا قال:  

هذه المجالس نشأت من حاجة السكان المحليين لمؤسسات الدولة البديلة بعد انسحاب النظام من المناطق المحررة، وتلك التجربة ناشئة و موجودة بعد سيطرة قوى المعارضة، و لكن قدراتها متفاوتة،  فهناك مجالس متقدمة من حيث المؤسسات وآلية التنفيذ والرقابة على العمل ومن حيث إدارة الأزمة مثل المجالس الفرعية، وهناك مجالس يقتصر دورها على الإغاثة فقط.

وعند سؤاله: هل نتكلم اليوم عن مجموعة دول داخل دولة كبرى؟ أجاب قائلاً:  لم يصل الأمر إلى هذه الصورة، المجالس بين الحكم المحلي والإدارة المحلية، حسب المنطقة، وهو الأمر الأكثر ارتباطًا بالحكومة المؤقتة من غيرها، و الوضع السوري  الحالي يتمثل في الحكم اللامركزي المفرط، والحكومة المؤقتة ضعيفة، و هذه اللامركزية تتراوح بين الحكم المحلي بالقرار والموقف السياسي و بين الإدارة المحلية و الخدمية و متابعة مصالح السكان المحليين و شؤون التنمية في هذه المناطق .