نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا لمراسلتها في بيروت إريكا سولومون، حول الآثار بعيدة المدى التي ستتركها مناطق تجميد النزاع، القائمة على الخطة الروسية، في ست مناطق من سوريا.

وتقول الكاتبة إن “هذه الخطة هي مقدمة للتقسيم، وقد تفتح الباب أمام التنافس الدولي الشديد على سوريا، فرغم استمرار وقف إطلاق النار في هذه المناطق، إلا أن معارضين سوريين ودبلوماسيين يخافون من التنافس على المناطق في الشرق والجنوب من سوريا”.

وتذكر الصحيفة أن منطقة الشرق تعد من أهم مناطق سوريا من ناحية المصادر النفطية والزراعية، بالإضافة إلى أنها تعد منطقة استراتيجية مهمة للقوى الدولية، مشيرة إلى أن الفائز بها سيكون قادرا على منع طهران أو ربطها بوكيلها حزب الله اللبناني، مرورا بالعراق وسوريا.

وتنوه الكاتبة إلى أن النزاع السوري بدأ باحتجاجات ضد نظام الأسد، تطالب بالإصلاح، ثم تطور إلى نزاع دولي، لافتة إلى أنه في الوقت الذي قاتلت فيه المعارضة السورية للإطاحة بالنظام، فإن الأكراد وتنظيم الدولة قاموا بتحديد مناطق نفوذ لهم.

وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين في المنطقة تجري حكوماتهم محادثات مع روسيا، قولهم إن موسكو عالقة بين تنافسها على النفوذ مع إيران في سوريا، وبين دورها بصفتها قوة محورية في الحرب.

ويعلق مسؤول خليجي قائلا: “الروس ينتقدون إيران؛ لأنها لا تدعم اتفاقيات وقف إطلاق النار، ولأنها لا تزال تؤمن بالحل العسكري في سوريا، ويفهم الروس أنهم بحاجة لها؛ لأنها قوة على الأرض”، ويضيف: “من الصعب رؤية أن مرحلة ما بعد النزاع ستكون مثل مرحلة ما قبل النزاع”، ويتابع قائلا: “قد تجد نفسك أمام سيناريو مثل كردستان العراق، حيث توجد دولة، لكنها لا تسيطر على مناطق بعينها”.

وتختم “فايننشال تايمز” تقريرها بالإشارة إلى قول سلامة: “تخيلوا أن: تنظيم الدولة خلفهم، لكنهم يقومون بقصفنا نحن الذين نقاتله هنا”.