في تحول خطير في المواقف الشعبية أظهر موقفين خلال أيام متقاربة تحولات كبيرة على المستوى الشعبي والرسمي في العراق تجاه النفوذ الإيراني ، كان آخرها اشتبك أفراد حماية أمين عام مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي مع طلبة جامعة القادسية في مدينة الديوانية العراقية الحي بعد أن  قاطعوه احتجاجا على السياسات الإيرانية ورددوا هتافات مناهضة لإيران ، الأمر الذي استفز أفراد حماية الخزعلي الذين قاموا بدورهم بالاشتباك مع الطلاب وإطلاق عيارات نارية فأصابوا اثنين من الطلاب وذلك خلال مشاركته في احتفالية نظمها الحشد الشعبي في الجامعة.

وكان بيان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بدعوة بشار الأسد للتنحي عن الحكم

لتجنيب سوريا ويلات الحرب كما طالب جميع الميليشيات العراقية في سوريا الانسحاب وترك زمام الأمور لشعبها ، بحسب ما تعبير الصدر في بيانه ، هذا البيان الذي يقرأ على أنه موقف آخر من تيار مهم لشق عصا الطاعة عن نظام الملالي في طهران والذين يقفون موقفا صلبا مع بشار الأسد في صدارة المشهد السوري ويدعمونه بالرجال والسلاح للإبقاء عليه كوكيل للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة ، وهو ما يدل على أن بوادر الانقسام داخل البيت الشيعي في العراق تطفو على السطح مجددا،

فالموقف الحكومي العراقي، المعروف بتماهيه مع الملالي في طهران اختار الاصطفاف إلى جانب نظام الأسد منذ الأيام الأولى للثورة السورية، لم يعد كذلك اليوم. فتبني بغداد روايات الأسد مع كل مجزرة تحدث والخروج عن الإجماع العربي، كما حدث سابقاً في مجزرة كيماوي الغوطة عام ألفين وثلاثة عشر ، لم يكن مطروحاً في مجزرة  خان شيخون ، الأسبوع الماضي، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية العراقية إدانتها للهجوم الكيماوي، وطالبت بمعاقبة مرتكبي الجريمة، وهو ما يراه المراقبون أيضا خروجا للعبادي من بيت الطاعة الإيراني ، وهو ما جعل أصوتا تعلو في الاونة الأخيرة من قادة في مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من مباشرة من إيران ، داعية للانقلاب عسكرياً أو سياسياً على رئيس الوزراء حيدر العبادي بتهمة تقاربه مع واشنطن، وهو ما يعني أن الأيام القادمة حبلى بالأحداث في العراق .