مئة وأربعة وأربعون كيلو متراً من العوازل الأسمنتية تضاف إلى الحدود الجنوبية للجمهورية التركية مع الجارة الإيرانية من أصل خمسمائة كيلو متر هي إجمالي الحدود الفاصلة بين الجارتين.
فبعد أن قاربت تركيا على الانتهاء من الجدار العازل بينها وبين الجارة سوريا والذي بدأ عام ألفين وخمسة عشر على طول الحدود البالغة ثمانمائة وثمانية وعشرين كيلو مترا لمنع التسلل للمهاجرين غير الشرعيين وقطع الطريق أمام عناصر تنظيم الدولة لتنفيذ عمليات داخل الأراضي التركية التي باتت تركيا عدوا للتنظيم المصنف إرهابيا، والذي نفذ بالفعل عدة عمليات إرهابية أضرت كثيرا بالأمن العام التركي وخلفت ضحايا بالعشرات ، وقد حدَّ الجدار كثيرا من وطأة هذه العمليات، بات من اللازم أن تنفذ نفس الإجراءات على الحدود مع الجارة إيران لمنع عناصر حزب العمال الكردستاني من التسلل من المناطق الحدودية الفاصلة بين تركيا وإيران والتي يتمركز بعض عناصرها فيها والذين يشكلون قلقًا دائما لتركيا .
وكانت تركيا قد أعلنت في شهر مايو الماضي من العام الجاري عن نيتها لبناء الجدار في خطة لتأمين حدودها مع إيران والتي فيما يبدو لم تفلح معها كلُّ الوسائل الأمنية التي تتخذها تركيا لوقف تسلل العناصر الإرهابية عبر تلك الحدود.
لكن سياسة الجدر العازلة تفتح الباب أمام تساؤلات عدة حول جدوى هذه الجدر وخاصة على الحدود الإيرانية وتوقيته في وقت تشهد فيه العلاقات البينية مراحل من الشد والجذب، وتحديدا منذ بدء الثورة السورية.
وعلى الرغم من ذلك فقد حاولت الدولتين المحافظة على شعرة معاوية بينهما بقدر الإمكان خاصة في الأمور الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية .
فإلى أي حد سيقف الجدار الجديد عائقًا نفسيًا نحو تطبيع كامل في العلاقات بين الشريكين التجاريين ؟ … هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.