موقف المعارضة السورية في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية وحتى على صعيد تمركز القوى الفاعلة في الداخل السوري لا تحسد عليه، وبات لزاما عليها أن تعيد النظر في مواقفها التي لا تتواءم مع التطورات السياسية والميدانية المتسارعة في سوريا، فالأحداث أصبحت أسرع من رد الفعل المنتظر من المعارضة ،
ومن هنا يأتي تحضيرها لمؤتمر في الرياض يعد الثاني بعد مؤتمرألفين وخمسة عشر الذي جاء بعد التدخل الروسي في سوريا وما تبعه من انحدار في المعارضة العسكرية من ناحية وما شابهه من حالة تردٍّ للمعارضة السياسية لاسيما بعد مؤتمر فيينا بنسختيه خلال نفس العام واللذين شكلا تراجعاً واضحاً عن بيان جنيف واحد الداعي إلى تشكيل هيئة حكم ذات صلاحيات تنفيذية كاملة.
مؤتمر الرياض الثاني المزمع عقدُه في أكتوبر القادم من المنتظر أن يكون مرجعا للمرحلة المقبلة التي يتوقع أن تكون حاسمة ، فمن المتوقع أن يصدر عن المؤتمر أوراق موحدة تمثل مرجعية التفاوض للوفد المشترك كما أنه من المنتظر الإعلان عن كيان جديد لن تكون من ضمنه بعضُ التيارات التي لم تثبت جديتَها في الفترة الماضية ولم تعكس أوزانا حقيقية في الأزمة السورية لاسيما بعد مواقف بعض الشخصيات المحسوبة على الوفد المفاوض التي لم تكن على قدر المسئولية وسببت حرجًا كبيرًا للهيئة العليا، هناك أنباء عن إقالات جديدة في الوفد التفاوضي إلى جنيف من ذات الخط المهادن الذي يمثله خالد المحاميد باتجاه إعادة هيكلة في صفوف الهيئة العليا لتكون أكثر تماسكا لاسيما وأن الفترة القادمة تحتاج إلى تماسك أكثر في ظل الضغوطات التي تشهدها المعارضة على السواء العسكرية أو السياسية ، ومع ذلك فإن المراقبين يرون أن المرحلة القادمة ستشهد مقاربة واقعية في ظل تفاهمات دولية أشبهَ إلى رسم خريطة حل لسوريا ستفرض على الجميع .