في سبيل لقمة العيش والبحث عن العمل، يضطر كثير من الناس إلى ترك أوطانهم وأهلهم، والهجرة خارج قراهم ومدنهم إلى المدن الكبرى بحثا عن سُبل العيش، والتغلب على ظروف الحياة وضغوطها ومتطلباتها.

وقد يضطر البعض للهجرة خارج حدود الوطن إلى بلد آخر بحثا عن العمل وأسباب الرزق، ويغيب عن الأهل والوطن شهورا وربما أعواما، وقد تنقطع الصلة بالأهل لفترات طويلة، وتأتي الأعياد لتعيد إلى العلاقات الاجتماعية والأسرية الحياة من جديد، حيث يتواصل الناس مع بعضهم البعض، وتتواصل الأرحام مع مجيء الأعياد.

كما تجد في بعض الأحيان ومن بيننا أناسا متخاصمين، رغم وجود صلة الرحم فيما بينهم، ولكن بسبب خلافات معينة يهجر الأخ أخاه، وربما يهجر الابن والده، وتأتي الأعياد لتجبر الجميع على البر بعائلته، وتجبر الولد على صلة وبر أبيه وأمه.

يأتي العيد ليجمع شمل الأسر المفككة، ويجبر الجميع على التواصل ومد أواصر التعارف بعد أن فككتها ضغوطات ومشاكل ومتاهة الحياة، خاصة أننا نرى في مجتمعاتنا هذه الأيام أن العائلات لا تلتقي ولا تتجمع إلا في المناسبات الاجتماعية رغما عنهم، مضطرين لذلك اضطرارا، كما في مناسبات الزواج لتقديم التهاني، أو في حالات الوفاة لتقديم التعازي.