غزة مُحاصرة لم تزل، عشرة سنوات عجاف ألقت بظلاها على القطاع الذي يعيش فيه زهاء مليوني مواطن فلسطيني، قررت إسرائيل أن تسلبهم أبسط حقوقهم بالحياة، والتنقل والعمل والحرية، في ظل احتدام المشهد في المنطقة، واتساع رقعة الانهيارات التي طالت عددا من دول الجوار.

تتوالى الانتفاضات في غزة ضد الظلم والقهر والطغيان ما تزال، تارة في وجه الاحتلال، وتارة أخرى في وجه من تآمر معه وتحالفن وانحاز إلى مصالحه على حساب جزء من الشعب الفلسطيني، وبالأمس القريب دوى صدى نذير الغضب الذي انطلق من القطاع، ليتردد في أنحاء العالم معلنًا، اصرار الأهالي على كسر الحصار ونيل الحرية، في ظل الحديث عن عن لقاءات مكوكية يجريها الرئيس الفلسطيني مع قيادات العالم، وعلى رأسهم كبيرهم دونالد ترامب، اللقاءات التي أعقبت قرارا مفاجئا تخلى فيه عباس عن غزة، وقطع المدد عنها وضرب بعرض الحائط مصير مليونين من أبناء شعبه، تاركا الظلام مصيرهم الوحيد، بعد رفضه تسديد ثمن الكهرباء لحكومة الاحتلال، ليتحول إلى شريك في الحصار.

غزة، والحصار الذي يخيم عليها، لم تكد تلتقط أنفاسها يوما، أو تمر من نفق مظلم، إلا ودخلت في فوّهة آخر، ففي ظل حالة التذمر الواسعة في صفوف المواطنين جراء انقطاع الكهرباء واشتداد ازمة المعابر والكهرباء، يدور الجدل من جديد حول آفاق حركة حماس السياسية وأجندة المقاومة داخل القطاع وخارجه، ومعالم المرحلة المقبلة في ظل الضجة التي أثارتها وثيقة حماس الجديدة، والتي يبدو واضحا أن الحركة من خلالها تسعى إلى البحث عن حل جذري وجديد لأزمة مستمرة منذ عشرة سنوات، عبر الموازنة ما بين الانفتاح السياسي والتمسك بسلاح المقاومة.