قدم “شفيق صرصار” رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس استقالته بشكل مفاجئ، قبل سبعة أشهر من موعد أول انتخابات بلدية تشهدها البلاد بعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، ما أثار جدلاً في البلاد وطرح تساؤلات عدة حول خلفية هذا القرار ومخاوف من إمكانية تعرضه لضغوطات من قبل السلطة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي “الحبيب بوعجيلة” لفضائية القناة التاسعة، “إن المسألة تتعلق بخلاف داخل مجلس الهيئة، حول تعيين المنتدبين في إطار هيئة الانتخابات، وهذا الخلاف يمكن أن يكون ذا بعد سياسي، باعتبار أن تعيين الموظفين وعدد المكاتب الجهوية والمسؤولين في مكاتب الاقتراع يرتبط بخلافات سياسية، كما يمكن أن يكون راجعًا أيضاً إلى الخلافات بين الأطراف السياسية”.

وأضاف “بوعجيلة” أن الرئيس التونسي سيلقي خطاباً خلال الساعات القادمة، وهناك من يتوقع بتطبيق الفصل 80 الذي يقضي بتعطيل مؤقت لكل أشكال الحراك السياسي، وهناك من يقول أن الرئيس سيدفع بتغيير دستوري  جذري، وهناك من يقول أنه سيكون خطاباً عاطفياً يدعو للتهدئة ويدعم الحكومة الحالية رغم الصعوبة التي تعانيها الحكومة، لكن إن لم يشرْ إلى الأزمة الحقيقية التي تعيشها البلاد وخاصة ملف الفساد، بالإضافة إلى الجهات المهمشة والاحتجاجات التي تزيد رقعتها وتتوسع، وكذلك توضيح ملامح الأفق السياسي، فسيكون خطاباً شكلياً، حسب تعبيره.